سُنَنُ النَّسَائِيِّ هُوَ أَحَدُ الكُتُبِ السِّتَّةِ الرَّئِيسِيَّةِ فِي الحَدِيثِ عِندَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَيُعْرَفُ مُجْتَمِعًا بِاسْمِ 'كُتُبِ السِّتَّةِ'. جَمَعَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، وَهُوَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيثِ المَعْرُوفِينَ فِي القَرْنِ التَّاسِعِ، وَالمُتَخَصِّصِينَ فِي تَصْحِيحِ الأَحَادِيثِ وَالتَّحْلِيلِ النَّقْدِيِّ لَهَا. تَحْظَى هَذِهِ الكِتَابَةُ بِاحْتِرَامٍ وَاسِعٍ نَظَرًا لِدِقَّتِهَا، وَجُهُودِهَا العِلْمِيَّةِ، وَحِرْصِهَا فِي اخْتِيَارِ الرِّوَايَاتِ. يَرْكِّزُ هَذَا المَجْمُوعُ مِنَ الأَحَادِيثِ بِشَكْلٍ أَسَاسِيٍّ عَلَى المَسَائِلِ المُتَعَلِّقَةِ بِالفِقْهِ الإِسْلَامِيِّ، وَهُوَ مُنَظَّمٌ وَفْقًا لِلْمَوَاضِيعِ القَانُونِيَّةِ. يَتَضَمَّنُ رِوَايَاتٍ تَدْعَمُ الأَحْكَامَ فِي مَجَالَاتٍ مِثْلَ الصَّلاةِ، وَالصَّوْمِ، وَالطَّهَارَةِ، وَالزَّوَاجِ، وَالمُعَامَلَاتِ، وَغَيْرِهَا مِنْ جَوَانِبِ المُمَارَسَةِ الإِسْلَامِيَّةِ. اسْتَخْدَمَ الإِمَامُ النَّسَائِيُّ مَعَايِيرَ صَارِمَةٍ فِي قَبُولِ الرِّوَايَاتِ، وَيُعْتَبَرُ عَمَلُهُ مِنْ بَيْنِ الكُتُبِ الَّتِي تَحْتَوِي عَلَى نِسْبَةٍ عَالِيَةٍ مِنَ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ. هُنَاكَ نُسْخَتَانِ رَئِيسِيَتَانِ مِنْ هَذَا المَجْمُوعِ: 1. السُّنَنُ الكُبْرَى (The Major Sunan)، وَهِيَ النُّسْخَةُ الأَكْبَرُ وَالأَكْثَرُ تَوْسِيعًا. 2. السُّنَنُ الصُّغْرَى (The Smaller Sunan)، الَّتِي تُعْرَفُ بِبَسَاطَةٍ بِاسْمِ سُنَنِ النَّسَائِيِّ، وَهِيَ مَجْمُوعَةٌ مُخْتَارَةٌ مِنَ النُّسْخَةِ الكُبْرَى وَتُعَدُّ هِيَ النُّسْخَةَ الَّتِي تَضُمُّهَا الكُتُبُ السِّتَّةُ. تُعْرَفُ سُنَنُ النَّسَائِيِّ بِقِلَّةِ الرِّوَايَاتِ الضَّعِيفَةِ فِيهَا، وَاتِّبَاعِهِ طَرِيقَةً مَنْهَجِيَّةً فِي تَصْنِيفِ الأَحَادِيثِ. كَمَا قَامَ الإِمَامُ النَّسَائِيُّ بِالتَّعْلِيقِ عَلَى مَصْدَاقِيَّةِ الرُّوَاةِ وَأَشَارَ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ إِلَى الضَّعْفِ فِي السَّنَدِ أَوِ المَتْنِ لِبَعْضِ الرِّوَايَاتِ. هَذِهِ الطَّرِيقَةُ النَّقْدِيَّةُ تُسَاهِمُ فِي زِيَادَةِ القِيمَةِ العِلْمِيَّةِ لِلكِتَابِ. تَمَّ دِرَاسَةُ هَذَا الكِتَابِ عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ، وَاِسْتُخْدِمَ فِي المَفَاقِهِ وَالعُلَمَاءِ طِوَالَ التَّارِيخِ الإِسْلَامِيِّ. إِنَّ تَضَمُّنَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ السُّنِّيَّةِ يُعَزِّزُ سُلْطَتَهُ وَأَهَمِّيَّتَهُ المُسْتَمِرَّةَ فِي عِلْمِ الحَدِيثِ.