تَفْسِيرُ ٱلْمُيَسَّر
Tafsir Al-Muyassar —
کنگ فہد قرآن کمپلیکس
أولم يعلم هؤلاء كيف ينشئ الله الخلق من العدم، ثم يعيده من بعد فنائه، كما بدأه أول مرة خلقًا جديدًا، لا يتعذر عليه ذلك؟ إن ذلك على الله يسير، كما كان يسيرًا عليه إنشاؤه.
تَفْسِيرُ ٱلْجَلَالَيْنِ
Tafsir al-Jalalayn —
جلال الدین محلی اور جلال الدین سیوطی
«أَو لم يروْا» بالياء والتاء ينظروا «كيف يُبدئ الله الخلق» هو بضم أوله وقرأ بفتحة من بدأ وأبدأ بمعنى أي يخلقهم ابتداءً «ثم» هو «يعيده» أي الخلق كما بدأه «إن ذلك» المذكور من الخلق الأول والثاني «على الله يسير» فكيف ينكرون الثاني.
تَفْسِيرُ ٱلْقُرْطُبِيِّ
Tafsir al-Qurtubi —
علامہ قرطبی
قوله تعالى : أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق قراءة العامة بالياء على الخبر والتوبيخ لهم وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم . قال أبو عبيد : لذكر الأمم كأنه قال أولم ير الأمم كيف . وقرأ أبو بكر والأعمش وابن وثاب وحمزة والكسائي : ( تروا ) بالتاء خطابا ; لقوله : وإن تكذبوا . وقد قيل ( وإن تكذبوا ) خطاب لقريش ليس من قول إبراهيم . ( ثم يعيده ) يعني الخلق والبعث . وقيل : المعنى أولم يروا كيف يبدئ الله الثمار فتحيا ثم تفنى ثم يعيدها أبدا وكذلك يبدأ خلق الإنسان ثم يهلكه بعد أن خلق منه ولدا وخلق من الولد ولدا وكذلك سائر الحيوان أي فإذا رأيتم قدرته على الإبداء والإيجاد فهو القادر على الإعادة إن ذلك على الله يسير لأنه إذا أراد أمرا قال له كن فيكون .
تَنْوِيرُ ٱلْمِقْبَاسِ مِن تَفْسِيرِ ٱبْنِ عَبَّاس
Tafsir Tanwir al-Miqbas —
حضرت ابن عباسؓ
أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)يجري هذا الكلام على الوجهين المذكورين في قوله { وإن تكذبوا } [ العنكبوت : 18 ] . ويترجح أن هذا مسوق من جانب الله تعالى إلى المشركين بأن الجمهور قرأوا { أو لم يروا } بياء الغيبة ولم يجر مثل قوله { وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم } [ العنكبوت : 18 ] . ومناسبة التعرض لهذا هو ما جرى من الإشارة إلى البعث في قوله { وإليه ترجعون } [ العنكبوت : 17 ] تنظيراً لحال مشركي العرب بحال قوم إبراهيم .وقرأ الجمهور { أو لم يروا } بياء الغائب والضمير عائد إلى { الذين كفروا } [ العنكبوت : 12 ] في قوله { وقال الذين كفروا للذين ءامنوا } [ العنكبوت : 12 ] ، أو إلى معلوم من سياق الكلام . وعلى وجه أن يكون قوله { وإن تكذبوا } [ العنكبوت : 18 ] الخ خارجاً عن مقالة إبراهيم يكون ضمير الغائب في { أو لم يروا } التفاتاً . والالتفات من الخطاب إلى الغيبة لنكتة إبعادهم عن شرف الحضور بعد الإخبار عنهم بأنهم مُكذبون .وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف { أو لم تروا } بالفوقية على طريقة { وإن تُكذبوا } [ العنكبوت : 18 ] على الوجهين المذكورين .والهمزة للاستفهام الإنكاري عن عدم الرؤية ، نزلوا منزلة من لم ير فأنكر عليهم .والرؤية يجوز أن تكون بصرية ، والاستدلال بما هو مشاهد من تجدد المخلوقات في كل حين بالولادة وبروز النبات دليل واضح لكل ذي بصر .وإبداء الخلق : بَدْؤُه وإيجاده بعد أن لم يكن موجوداً . يقال : أبدأ بهمزة في أوله وبدأ بدونها وقد وردا معاً في هذه الآية إذ قال { كيف يُبدىء الله الخلق } ثم قال { فانظروا كيف بدأ الخلق } [ العنكبوت : 20 ] ولم يجىء في أسمائه تعالى إلا المُبْدِىء دون البادىء .وأحسب أنه لا يقال ( أبدأ ) بهمز في أوله إلا إذا كان معطوفاً عليه ( يُعيد ) ولم أر من قيده بهذا .و { الخلق } : مصدر بمعنى المفعول ، أي المخلوق كقوله تعالى { هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه } [ لقمان : 11 ] .وجيء { يبدىء } بصيغة المضارع لإفادة تجدد بدء الخلق كلما وجه الناظر بصره في المخلوقات ، والجملة انتهت بقوله { يبدىء الله الخلق } . وأما جملة { ثم يعيده } فهي مستأنفة ابتدائية فليست معمولة لفعل { يروا } لأن إعادة الخلق بعد انعدامه ليست مرئية لهم ولا هم يظنونها فتعين أن تكون جملة { ثم يعيده } مستقلة معترضة بين جملة { أو لم يروا } وجملة { قل سيروا في الأرض } . و { ثم } للتراخي الرتبي لأن أمر إعادة الخلق أهمّ وأرفع رتبة من بدئه لأنه غير مشاهد ولأنهم ينكرونه ولا ينكرون بدء الخلق قال في «الكشاف» : هو كقولك : ما زلت أوثر فلاناً وأستخلفه على من أخلِّفه» يعني فجملة : وأستخلفه ، ليست معطوفة على جملة : أوثر ، ولا داخلة في خبر : ما زلت ، لأنك تقوله قبل أن تستخلفه فضلاً عن تكرر الاستخلاف منك . هذه طريقة «الكشاف» وهو يجعل موقع { ثم يعيده } كموقع التفريع على الاستفهام الإنكاري .واعلم أن هذين الفعلين ( يبدىء ويعيد ) وما تصرف منهما مما جرى استعمالهما متزاوجين بمنزلة الاتباع كقوله تعالى { وما يبدىء الباطل وما يُعيد } في سورة [ سبأ : 49 ] . قال في «الكشاف» في سورة سبأ : فجعلوا قولهم : لا يبدىء ولا يعيد ، مثلاً في الهلاك ، ومنه قول عبيد: ... فاليوم لا يبدي ولا يعيدويقال : أبدأ وأعاد بمعنى تصرف تصرفاً واسعاً ، قال بشار: ... فهمومي مُظِلةبادِئاتتٍ وعودا ... ويجوز أن تكون الرؤية علمية متعدية إلى مفعولين : أنكر عليهم تركهم النظر والاستدلال الموصّل إلى علم كيف يُبدىء الله الخلق ثم يعيده لأن أدلة بدء الخلق تفضي بالناظر إلى العلم بأن الله يعيد الخلق فتكون { ثم } عاطفة فعل { يعيده } على فعل { يبدىء } والجميع داخل في حيز الإنكار .و { كيف } اسم استفهام وهي معلِّقة فعل { يروا } عن العمل في معموله أو معموليه . والمعنى : ألم يتأملوا في هذا السؤال ، أي في الجواب عنه . والاستفهام ب { كيف } مستعمل في التنبيه ولفت النظر لا في طلب الإخبار .وجملة { إن ذلك على الله يسير } مبينة لما تضمنه الاستفهام من إنكار عدم الرؤية المؤدية إلى العلم بوقوع الإعادة ، إذ أحالوها مع أن إعادة الخلق إن لم تكن أيسر من الإعادة في العرف فلا أقل من كونها مساوية لها وهذا كقوله تعالى { وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } [ الروم : 27 ] . والإشارة ب { ذلك } إلى المصدر المفاد من { يعيده } مثل عود الضمير على نظيره في قوله { وهو أهون عليه } [ الروم : 27 ] . ووجه توكيد الجملة ب { إن } ردُّ دعواهم أنه مستحيل .
ٱلتَّفْسِيرُ ٱلْوَسِيط
Tafsir Al-Waseet —
علمائے جامعہ ازہر
ثم ساق - سبحانه - ما يدل على أن البعث حق ، وأنه - تعالى - لا يعجزه شئ ، فقال : ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ الله الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ ) .والاستفهام لتوبيخهم على إنكارهم هذه الحقيقة ، وعدم تعلقهم لما يدل عليها دلالة واضحة ، والواو للعطف على مقدر .والمعنى : ألم ينظر هؤلاء المشركون المنكرون للبعث ، ويعلموا كيف خلق الله - تعالى - الخلق ابتداء ، ليستدلوا بذلك على قدرته على الإِعادة ، وهى أهون عليه .إنهم ليرون كيف يبدئ الله الخلق فى النبتة النامية ، وفى الشجرة الباسقة ، وفى كل ما لم يكن ، ثم بعد ذلك يكون ، فكيف أنكروا إعادة هذا المخلوق إلى الحياة مرة أخرى ، مع أنه من المسلم عند كل ذى عقل ، أن الإِعادة أيسر من الخلق ابتداء؟فالآية الكريمة تقرعهم على إنكارهم البعث ، وتسوق لهم الأدلة الواضحة على إمكانيته .واسم الإشارة فى قوله ( إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ ) يعود إلى ما ذكر من الأمرين وهما : بدء الخلق ، وإعادته إلى الحياة مرة أخرى .أى : إن ذلك الذى ذكرناه لكم من خلقكم ابتداء ، ثم إعادتكم إلى الحياة بعد موتكم ، يسير وهين على الله ، لأنه - سبحانه - لا يعجزه شئ .
تَفْسِيرُ ٱلْبَغَوِيِّ
Tafsir al-Baghawi —
علامہ بغوی
( أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ) كيف يخلقهم ابتداء نطفة ثم علقة ثم مضغة ) ( ثم يعيده ) في الآخرة عند البعث ( إن ذلك على الله يسير )