تَفْسِيرُ ٱلْمُيَسَّر
Tafsir Al-Muyassar —
کنگ فہد قرآن کمپلیکس
أفخصَّكم ربكم -أيها المشركون- بإعطائكم البنين، واتخذ لنفسه الملائكة بنات؟ إن قولكم هذا بالغ القبح والبشاعة، لا يليق بالله سبحانه وتعالى.
تَفْسِيرُ ٱلْجَلَالَيْنِ
Tafsir al-Jalalayn —
جلال الدین محلی اور جلال الدین سیوطی
«أفأصفاكم» أخلصكم يا أهل مكة «ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا» بنات لنفسه بزعمكم «إنكم لتقولون» بذلك «قولاً عظيما».
تَفْسِيرُ ٱلْقُرْطُبِيِّ
Tafsir al-Qurtubi —
علامہ قرطبی
قوله تعالى : أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما هذا يرد على من قال من العرب : الملائكة بنات الله ، وكان لهم بنات أيضا مع النبيين ، [ ص: 238 ] ولكنه أراد : أفأخلص لكم البنين دونه وجعل البنات مشتركة بينكم وبينه .إنكم لتقولون قولا عظيما أي في الإثم عند الله - عز وجل - .
تَنْوِيرُ ٱلْمِقْبَاسِ مِن تَفْسِيرِ ٱبْنِ عَبَّاس
Tafsir Tanwir al-Miqbas —
حضرت ابن عباسؓ
تفريع على مقدر يدل على تقديره المفرع عليه . والتقدير : أفضلكم الله فأعطاكم البنين وجعل لنفسه البنات . ومناسبته لما قبله أن نسبة البنات إلى الله ادعاء آلهة تنتسب إلى الله بالبنوة ، إذ عبد فريق من العرب الملائكَة كما عبدوا الأصنام ، واعتلوا لعبادتهم بأن الملائكة بنات الله تعالى كما حكى عنهم في قوله : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا إلى قوله : { وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم } [ الزخرف : 19 20 ]. فلما نهوا عن أن يجعلوا مع الله إلهاً آخر خصص بالتحذير عبادة الملائكة لئلا يتوهموا أن عبادة الملائكة ليست كعبادة الأصنام لأن الملائكة بنات الله ليتوهموا أن الله يرضى بأن يعبدوا أبناءه .وقد جاء إبطال عبادة الملائكة بإبطال أصلها في معتقدهم ، وهو أنهم بنات الله ، فإذا تَبَيّنَ بطلان ذلك علموا أن جعلهم الملائكة آلهة يساوي جعلهم الأصنام آلهة .فجملة { أفأصفاكم ربكم بالبنين } إلى آخرها متفرعة على جملة { ولا تجعل مع اللَّه إلها آخر } [ الإسراء : 39 ] تفريعاً على النهي كما بيناه باعتبار أن المنهي عنه مشتمل عمومه على هذا النوع الخاص الجدير بتخصيصه بالإنكار وهو شبيه ببدل البعض . فالفاء للتفريع وحقها أن تقع في أول جملتها ولكن أخرها أن للاستفهام الصدر في أسلوب الكلام العربي . وهذا هو الوجه الحسن في موقع حروف العطف مع همزة الاستفهام .وبعض الأيمة يجعل الاستفهام في مثل هذا استفهاماً على المعطوف والعاطف . والاستفهام إنكار وتهكم .والإصفاء : جعل الشيء صَفْوا ، أي خَالصاً ، وتعدية أصفى إلى ضمير المخاطبين على طريقة الحذف والإيصال ، وأصله : أفأصفى لكم . وقوله : بالبنين } الباء فيه إما مزيدة لتوكيد لصوق فعل ( أصفى ) بمفعوله . وأصله : أفأصفى لكم ربكم البنين ، كقوله تعالى : { وامسحوا برءوسكم } [ المائدة : 6 ] ؛ أو ضمّن أصفى معنى آثر فتكون الباء للتعدية دالة على معنى الاختصاص بمجرورها ، فصار ( أصفى ) مع متعلقه بمنزلة فعلين ، أي قصر البنين عليكم دونه ، أي جعل لم البنين خالصة لا يساويكم هو بأمثالهم ، وجعل لنفسه الإناث التي تكرهونها . وفساد ذلك ظاهر بأدنى نظر فإذا تبين فساده على هذا الوضع فقد تبين انتفاء وقوعه إذ هو غير لائق بجلال الله تعالى . وقد تقدم هذا عند قوله تعالى : { ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون } في سورة [ النحل : 57 ]. وقوله : { إن يدعون من دونه إلا إناثاً } في [ النساء : 117 ].وجملة { إنكم لتقولون قولاً عظيماً } تقرير لمعنى الإنكار وبيان له ، أي تقولون : اتخذ الله الملائكة بنات . وأكد فعل «تقولون» بمصدره تأكيداً لمعنى الإنكار . وجَعْله مجرد قول لأنه لا يعدو أن يكون كلاماً صدر عن غير روية ، لأنه لو تأمله قائله أدنى تأمل لوجده غير داخل تحت قضايا المقبول عقلاً .والعظيم : القوي . والمراد هنا أنه عظيم في الفساد والبطلاننِ بقرينة سياق الإنكار .ولا أبلغ في تقبيح قولهم من وصفه بالعظيم ، لأنه قول مدخول من جوانبه لاقتضائه إيثار الله بأدْوَن صنفي البنوة مع تخويلهم الصنف الأشرف . ثم ما يقتضيه ذلك من نسبته خصائص الأجسام لله تعالى من تركيب وتولد واحتياج إلى الأبناء للإعانة وليخلُفوا الأصل بعد زواله ، فأي فساد أعظم من هذا .وفي قوله : { اتخذ } إيماء إلى فساد آخر ، وهو أنهم يقولون : { اتخذ الله ولداً } [ البقرة : 116 ]. والاتخاذ يقتضي أنه خَلقه ليتخذه ، وذلك ينافي التولد فكيف يلتئم ذلك مع قوله : الملائكة بنات الله من سروات الجن ، وكيف يخلق الشيء ثم يكون ابناً له فذلك في البطلان ضغث على إبّالة .
ٱلتَّفْسِيرُ ٱلْوَسِيط
Tafsir Al-Waseet —
علمائے جامعہ ازہر
ثم بين - سبحانه - أن هذا القرآن الذى أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قد اشتمل على ألوان متعددة من الهدايات والآداب والأحكام ، فقال - تعالى - : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هذا القرآن لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً ) .وقوله - تعالى - : ( صرفنا ) من التصريف وهو فى الأصل صرف الشئ من حالة إلى أخرى ، ومن جهة إلى أخرى .والمراد به هنا : بينا ، وكررنا ، ومفعوله محذوف للعلم به .والمعنى : ولقد بينا وكررنا فى هذا القرآن أنواعا من الوعد والوعيد ، والقصص ، والأمثال ، والمواعظ والأخبار ، والآداب والتشريعات ، ليتذكر هؤلاء الضالون ويتعظوا ويعتبروا ، ويوقنوا بأنه من عند الله - تعالى - فيهديهم ذلك إلى اتباع الحق ، والسير فى الطريق القويم .وقوله - تعالى - : ( وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً ) تصوير بديع لإِصرارهم على كفرهم وعنادهم ، وإيثارهم الغى على الرشد .والنفور : التباعد والإِعراض عن الشئ . يقال : نفرت الدابة تنفر - بكسر الفاء وضمها - نفورا ، إذا جزعت وتباعدت وشردت .أى : وما يزيدهم هذا البيان والتكرار الذى اشتمل عليه القرآن الكريم ، إلا تباعدا عن الحق ، وإعراضا عنه ، وعكوفا على باطلهم ، بسبب جحودهم وعنادهم وحسدهم للرسول صلى الله عليه وسلم على ما آتاه الله من فضله .وكان بعض الصالحين إذا قرأ هذه الآية قال : زادنى لك خضوعا ، ما زاد أعداءك نفورا .
تَفْسِيرُ ٱلْبَغَوِيِّ
Tafsir al-Baghawi —
علامہ بغوی
قوله عز وجل : ( أفأصفاكم ربكم ( أي : اختاركم فجعل لكم الصفوة ولنفسه ما ليس بصفوة يعني : اختاركم ( بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا ( لأنهم كانوا يقولون الملائكة بنات الله ( إنكم لتقولون قولا عظيما ( يخاطب مشركي مكة .