تَفْسِيرُ ٱلْمُيَسَّر
Tafsir Al-Muyassar —
کنگ فہد قرآن کمپلیکس
ولقد آتينا بني إسرائيل التوراة والإنجيل والحكم بما فيهما، وجعلنا أكثر الأنبياء من ذرية إبراهيم عليه السلام فيهم، ورزقناهم من الطيبات من الأقوات والثمار والأطعمة، وفضَّلناهم على عالمي زمانهم.
تَفْسِيرُ ٱلْجَلَالَيْنِ
Tafsir al-Jalalayn —
جلال الدین محلی اور جلال الدین سیوطی
«ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب» التوراة «والحكم» به بين الناس «والنبوة» لموسى وهارون منهم «ورزقناهم من الطيبات» الحلالات كالمنّ والسلوى «وفضلناهم على العالمين» عالمي زمانهم العقلاء.
تَفْسِيرُ ٱلْقُرْطُبِيِّ
Tafsir al-Qurtubi —
علامہ قرطبی
قوله تعالى : ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب يعني التوراة . والحكم والنبوة ؛ الحكم : الفهم في الكتاب . وقيل : الحكم على الناس والقضاء . والنبوة يعني الأنبياء من وقت يوسف - عليه السلام - إلى زمن عيسى عليه السلام . ورزقناهم من الطيبات أي الحلال من الأقوات والثمار والأطعمة التي كانت بالشام . وقيل : يعني المن والسلوى في التيه . وفضلناهم على العالمين أي على عالمي زمانهم . على ما تقدم في ( الدخان ) بيانه .
تَنْوِيرُ ٱلْمِقْبَاسِ مِن تَفْسِيرِ ٱبْنِ عَبَّاس
Tafsir Tanwir al-Miqbas —
حضرت ابن عباسؓ
.وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) الوجه أن يكون سَوق خبر بني إسرائيل هنا توطئةً وتمهيداً لقوله بعده { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها } [ الجاثية : 18 ] أثار ذلك ما تقدم من قوله : { ويل لكلّ أفّاك أثيم يسمع آيات الله تُتْلَى عليه } إلى قوله : { اتخذها هزؤا } [ الجاثية : 7 9 ] ثم قوله : { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } [ الجاثية : 14 ] فكان المقصدُ قولَه { ثم جعلناك على شريعة من الأمر } [ الجاثية : 18 ] ولذلك عطفت الجملة بحرف { ثمَّ الدال على التراخي الرتبي ، أي على أهمية ما عطف بها .ومقتضى ظاهر النظم أن يقع قوله : ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب } الآيتين بعد قوله : { جعلناك على شريعة من الأمر } [ الجاثية : 18 ] فيكونَ دليلاً وحجة له فأخرج النظم على خلاف مقتضى الظاهر فجعلت الحجة تمهيداً قصداً للتشويق لما بعده ، وليقع ما بعده معطوفاً ب { ثم الدالةِ على أهمية ما بعدها .وقد عرف من تورك المشركين على النبي في شأن القرآن ما حكاه الله عنهم في قوله : { فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثلَ ما أوتي موسى } [ القصص : 48 ] وقولهم : { لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة } [ الفرقان : 32 ] ، فمن أجل ذلك وقع هذا بعد قوله : { ويل لكل أفّاك أثيم إلى قوله : وإذا عَلم من آياتنا شيئاً اتخذها هزؤا } [ الجاثية : 7 9 ] وقوله : { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } [ الجاثية : 14 ] ، فالجملة معطوفة على تلك الجمل .وأدمج في خلالها ما اختلف فيه بنو إسرائيل على ما دعتهم إليه شريعتهم ، لما فيه من تسلية النبي صلى الله عليه وسلم على مخالفة قومه دعوته تنظيراً في أصل الاختلاف دون أسبابه وعوارضه .ولما كان في الكلام ما القصد منه التسلية والاعتبار بأحوال الأمم حَسن تأكيد الخبر بلام القسم وحرففِ التحقيق ، فمصب هذا التحقيق هو التفريع الذي في قوله : { فما اختلفوا حتى جاءهم العلم } [ يونس : 93 ] تأكيداً للمؤمنين بأن الله يقضي بينهم وبين المشركين كشأنه فيما حدث بين بني إسرائيل .وقد بُسِط في ذكر النظير في بني إسرائيل من وصف حالهم حينما حدث الاختلاف بينهم ، ومن التصريح بالداعي للاختلاف بينهم ما طُوي من مِثللِ بعضِه من حال المشركين حين جاءهم الإسلام فاختلفوا مع أهله إيجازاً في الكلام للاعتماد على ما يفهمه السامعون بطريق المقايسة على أن أكثره قد وقع تفصيله في الآيات السابقة مثل قوله : { تِلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } [ الجاثية : 6 ] وقوله هذا هدى [ الجاثية : 11 ] فإن ذلك يقابل قولَه هنا { ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحُكم والنبوءة } ومثل قوله : { وسخَّر لكم ما في السموات وما في الأرض } [ الجاثية : 13 ] فإنه يقابل قولَه هنا { ورَزقناهم من الطيبات } ، ومثل قوله : { يسمع آيات الله تُتْلَى عليه ثم يُصرّ مستكبراً } إلى قوله { لهم عذاب مهين } [ الجاثية : 8 ، 9 ] فإنه يقابل
ٱلتَّفْسِيرُ ٱلْوَسِيط
Tafsir Al-Waseet —
علمائے جامعہ ازہر
ثم انتقلت السورة الكريمة إلى الحديث عن نعم الله - سبحانه - على بنى إسرائيل ، وعن موقفهم منها ، وأمرت النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يتمسك بالشريعة التى أنزلها الله - سبحانه - عليه . . فقال : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا بني إِسْرَائِيلَ . . . وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) .والمراد بإسرائيل : يعقوب عليه السلام - وببنيه : ذريته من بعده . والمراد بالكتاب : التوراة - أو جنس الكتاب فيشمل التوراة والإِنجيل والزبور .أى : والله لقد أعطينا بنى إسرائيل ( الكتاب ) ليكون هداية لهم ، وآتيناهم - أيضا - ( والحكم ) أى : الفقه والفهم للأحكام حتى يتمكنوا من القضاء بين الناس ، وأعطيناهم كذلك ( النبوة ) بأن جعلنا عددا كبيرا من الأنبياء فيهم ومنهم .وهكذا منحهم - سبحانه - نعما عظمى تتعلق بدينهم ، أما النعم التى تتعلق بدنياهم فقد بينها - سبحانه - فى قوله : ( وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطيبات ) أى : ورزقناهم من المطاعم والمشارب الطيبات التى جعلناها حلالا لهم .وقوله : ( وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العالمين ) بيان لنعمة أخرى . وللمفسرين فى معنى هذه الجملة اتجاهان : أحدهما : أن المقصود بها فضلناهم على العالمين بأمور معينة حيث جعلنا عددا من الأنبياء منهم ، وأنزلنا المن والسلوى عليهم .قال الآلوسى : قوله : ( وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العالمين ) حيث آتيناهم ما لم نؤت غيرهم من فلق البحر ، وإظلال الغمام ، ونظائرهما ، فالمراد تفضيلهم على العالمين مطلقا من بعض الوجوه ، لا من كلهان ولا من جهة المرتبة والثواب فلا ينافى ذلك تفضيل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - عليهم من وجه آخر ، ومن جهة المرتبة والثواب .والثانى : أن المقصود بها : فضلناهم على عالمى زمانهم .قال الإِمام الرازى ، ما ملخصه : فإن قيل إن تفضيلهم على العالمين ، يقتضى تفضيلهم على أمة - محمد - صلى الله عليه وسلم - وهذا باطل ، فكيف الجواب؟قلنا : الجواب من وجه أقربها إلى الصواب أن المراد : فضلتكم على عالمى زمانكم ، وذلك لأن الشخص الذى سيوجد بعد ذلك وهو الآن ليس بموجود ، لم يكن من جملة العالمين حال عدمه ، وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لم تكن موجودة فى ذلك الوقت ، فلا يلزم من كون بنى إسرائيل أفضل العالمين فى ذلك الوقت ، أنهم أفضل من الأمة الإِسلامية .وقال الشيخ الشنقيطى ما ملخصه : قوله - تعالى - : ( وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العالمين ) .ذكر - سبحانه - فى هذه الآية أنه فضل بنى إسرائيل على العالمين ، كما ذكر ذلك فى آيات أخرى . . ولكن الله - تعالى - بين أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير من بنى إسرائيل ، وأكرم على الله ، كما صرح بذلك فى قوله : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) فخير صيغة تفضيل ، والآية نص صريح فى أنهم خير من جميع الأمم ، بنى إسرائيل وغيرهم .ويؤيد ذلك من حديث معاوية بن حيدة القشيرى ، " أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى أمته : أنتم توفون سبعين أمة ، أنتم خيرها وأكرمها على الله " ، وقد رواه عنه الإِمام أحمد والترمذى وابن ماجه والحاكم وهو حديث مشهور .واعلم أن ما ذكرنا من كون الأمة الإِسلامية أفضل من بنى إسرائيل وغيرهم لا يعراض ما ورد من آيات فى تفضيل بنى إسرائيل .لأن ذلك التفضيل الوارد فى بنى إسرائيل ، ذكر فيهم حال عدم وجود أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - والمعلوم فى حال عدمه ليس بشئ حتى يفضل على غيره ، أو يفضل غيره عليه .ولكنه - تعالى - بعد وجد الأمة الإِسلامية صرح بأنها خير الأمم ، فثبت أن كل ما جاء فى القرآن من تفضيل بنى إسرائيل ، إنما يراد به ذكر أحوال سابقة .وهذا الاتجاه الثانى هو الذى نرجحه ، لأن المقصود بالآية الكريمة وأمثالها تذكير بنى إسرائيل المعاصرين للنبى - صلى الله عليه وسلم - بنعم الله عليهم وعلى آبائهم ، حتى يكشروه عليها .ومن مظاهر هذا الشكر - بل على رأسه - إيمانهم بما جاءهم به النبى - صلى الله عليه وسلم - . ولكن بنى إسرائيل لم يقابوا تلك النعم بالشكر ، بل قابلوا بالجحود والحسد للنبى - صلى الله عليه وسلم - على ما آتاه الله - تعالى - من فضله ، فكانت نتيجة ذلك أن لعنهم الله وغضب عليهم ، وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت .ولقد سبق أن قلنا عند تفسيرنا لقوله - تعالى - فى سورة البقرة : ( وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين ) والعبرة التى نستخلصها من هذه الآية وأمثالها : أن الله - تعالى - فضل بنى إسرائيل على غيرهم من الأمم السابقة على الأمة الإِسلامية ، ومنحهم الكثير من النعم ولكنهم لم يقابلوا ذلك بالشكر . . فسلب الله عنهم ما حباهم به من نعم . ووصفهم فى كتابه بنقض العهد ، وقسوة القلب .وهذا مصير كل أمة بدلت نعمة الله كفرا ، لأن الميزان عند الله للتقوى والفعل الصالح ، وليس للجنس أو اللون أو النسب .
تَفْسِيرُ ٱلْبَغَوِيِّ
Tafsir al-Baghawi —
علامہ بغوی
( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب ) التوراة ( والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات ) الحلالات ، يعني المن والسلوى ( وفضلناهم على العالمين ) أي عالمي زمانهم ، قال ابن عباس لم يكن أحد من العالمين في زمانهم أكرم على الله ولا أحب إليه منهم .