تَفْسِيرُ ٱلْمُيَسَّر
Tafsir Al-Muyassar —
کنگ فہد قرآن کمپلیکس
إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين، وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم، وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين. وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اتبعوا الهدى قالوا: إن هؤلاء لتائهون في اتباعهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وما بُعث هؤلاء المجرمون رقباء على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من الكفار، كما سخر الكافرون منهم في الدنيا.
تَفْسِيرُ ٱلْجَلَالَيْنِ
Tafsir al-Jalalayn —
جلال الدین محلی اور جلال الدین سیوطی
«إن الذين أجرموا» كأبي جهل ونحوه «كانوا من الذين آمنوا» كعمار وبلال ونحوهما «يضحكون» استهزاءً بهم.
تَفْسِيرُ ٱلْقُرْطُبِيِّ
Tafsir al-Qurtubi —
علامہ قرطبی
قوله تعالى : إن الذين أجرموا وصف أرواح الكفار في الدنيا مع المؤمنين باستهزائهم بهم والمراد رؤساء قريش من أهل الشرك . روى ناس عن ابن عباس قال : هو الوليد بن المغيرة ، وعقبة بن أبي معيط ، والعاص بن وائل ، والأسود بن عبد يغوث ، والعاص بن هشام ، وأبو جهل ، والنضر بن الحارث ; وأولئك كانوا من الذين آمنوا من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل عمار ، وخباب وصهيب وبلال يضحكون على وجه السخرية .
تَنْوِيرُ ٱلْمِقْبَاسِ مِن تَفْسِيرِ ٱبْنِ عَبَّاس
Tafsir Tanwir al-Miqbas —
حضرت ابن عباسؓ
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) هذه من جملة القول الذي يقال يوم القيامة للفجار المحكيّ بقوله تعالى : { ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون } [ المطففين : 17 ] لأنه مرتبط بقوله في آخره : { فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون } إذ يتعين أن يكون قوله : { فَاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون } حكاية كلام يصدر في يوم القيامة ، إذ تعريف «اليوم» باللام ونصبه على الظرفية يقتضيان أنه يوم حاضر موقّت به الفعل المتعلق هو به ، ومعلوم أن اليوم الذي يَضحَك فيه المؤمنون من الكفار وهم على الأرائك هو يوم حاضر حين نزول هذه الآيات وسيأتي مزيد إيضاح لهذا ولأن قوله : { كانوا من الذين آمنوا يضحكون } ظاهر في أنه حكاية كوننٍ مضى ، وكذلك معطوفاته من قوله : «وإذا مَرّوا ، وإذا انقلبوا ، وإذا رَأوهم» فدل السياق على أن هذا الكلام حكاية قول ينادي به يوم القيامة مِن حضرة القدس على رؤوس الأشهاد .فإذا جريتَ على ثاني الوجهين المتقدمين في موقع جُمل { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين } [ المطففين : 18 ] الآيات ، من أنها محكية بالقول الواقع في قوله تعالى : { ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون } [ المطففين : 17 ] إلى هنا فهذه متصلة بها . والتعبير عنهم بالذين أجرموا إظهار في مقام الإِضمار على طريقة الالتفات إذ مقتضى الظاهر أن يقال لهم : إنكم كنتم من الذين آمنوا تضحكون ، وهكذا على طريق الخطاب وإن جريت على الوجه الأول بجعل تلك الجمل اعتراضاً ، فهذه الجملة مبدأ كلام متصل بقوله : { ثم إنهم لصَالوا الجحيم } [ المطففين : 16 ] واقع موقع بدل الاشتمال لمضمون جملة : { إنهم لصالوا الجحيم } [ المطففين : 16 ] باعتبار ما جاء في آخر هذا من قوله : { فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون } فالتعبير بالذين أجرموا إذَن جار على مقتضى الظاهر وليس بالتفات .وقد اتّضح بما قرَّرناه تناسب نظم هذه الآيات من قوله : { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين } [ المطففين : 18 ] إلى هنا مزِيدَ اتضاح ، وذلك مما أغفل المفسرون العناية بتوضيحه ، سوى أن ابن عطية أورد كلمة مجملة فقال : «ولما كانت الآيات المتقدمة قد نيطت بيوم القيامة وأن الويل يومئذ للمكذبين ساغ أن يقول : { فاليوم } على حكاية ما يقال اه .و { إذا } في المواضع الثلاثة مستعمل للزمان الماضي كقوله تعالى : { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً } [ التوبة : 92 ] وقوله : { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } [ النساء : 83 ] .والمقصود من ذكره أنه بعد أن ذكر حال المشركين على حِدة ، وذكر حال المسلمين على حِدة ، أعقب بما فيه صفة لعاقبة المشركين في معاملتهم للمؤمنين في الدنيا ليعلموا جزاء الفريقين معاً .وإصدار ذلك المقال يوم القيامة مستعمل في التنديم والتشميت كما اقتضته خلاصته من قوله : { فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون } إلى آخر السورة .والافتتاح ب { إن الذين أجرموا } بصورة الكلام المؤكد لإفادة الاهتمام بالكلام وذلك كثير في افتتاح الكلام المراد إعلانه ليتوجه بذلك الافتتاح جميع السامعين إلى استماعه للإِشعار بأنه خبر مهم . والمراد ب { الذين أجرموا } المشركون من أهل مكة وخاصة صناديدهم .وهم أبو جهل ، والوليد بن المغيرة ، وعقبة بن أبي معيط ، والعاص بن وائل ، والأسود بن عبد يغوث ، والعاص بن هشام ، والنضْر بن الحارث ، كانوا يضحكون من عمار بن ياسر ، وخباب بن الأرَتّ ، وبلال ، وصهيب ، ويستهزئون بهم .وعبر بالموصول وهذه الصلة : { الذين أجرموا } للتنبيه على أن ما أخبر به عنهم هو إجرام ، وليظهر موقع قوله : { هل ثُوِّب الكفار ما كانوا يفعلون } [ المطففين : 36 ] .والإِجرام : ارتكاب الجُرم وهو الإثم العظيم ، وأعظم بالإِجرام الكُفر ويؤذن تركيب «كانوا يضحكون» بأن ذلك صفة ملازمة لهم في الماضي ، وصوغ { يضحكون } بصيغة المضارع للدلالة على تكرر ذلك منهم وأنه ديدن لهم .وتعدية فعل { يضحكون } إلى الباعث على الضحك بحرف { مِن } هو الغالب في تعدية أفعال هذه المادة على أن ( مِن ) ابتدائية تشبَّه الحالةُ التي تبعث على الضحك بمكان يَصدر عنه الضحك ، ومثله أفعال : سخر منه ، وعجب منه .ومعنى يضحكون منهم : يضحكون من حالهم فكان المشركون لبطرهم يهزأوون بالمؤمنين ومعظمهم ضعاف أهل مكة فيضحكون منهم ، والظاهر أن هذا يحصل في نواديهم حين يتحدثون بحالهم
ٱلتَّفْسِيرُ ٱلْوَسِيط
Tafsir Al-Waseet —
علمائے جامعہ ازہر
ثم حكى - سبحانه - جانبا من الرذائل التى كان يفعلها المشركون مع المؤمنين ، وبشر المؤمنين بأن العاقبة الطيبة ستكون لهم . . فقال - تعالى - :( إِنَّ الذين أَجْرَمُواْ . . . ) .قد ذكر المفسرون فى سبب نزول هذه الآيات ، أن بعض المشركين - كأبى جهل والعاص بن وائل - كانوا يستهزئون من فقراء المسلمين كصهيب وعمار بن ياسر .وقوله - سبحانه - ( أَجْرَمُواْ ) من الإِجرام ، وهو ارتكاب الجرم . ويطلق على الإِثم العظيم . والذنب الكبير ، والمراد بإجرامهم هنا : كفرهم بالله - تعالى - واستهزائهم بالمؤمنين . أى : إن الذين ارتكبوا فى دنياهم أقبح الجرائم وأشنعها ، وهم زعماء المشركين ( كَانُواْ ) فى الدنيا ( مِنَ الذين آمَنُواْ يَضْحَكُونَ ) أى : كانوا فى حياتهم يتهكمون بالمؤمنين ، ويسخرون منهم ، ويعتبرونهم الأراذل الذين يجب الابتعاد عنهم .
تَفْسِيرُ ٱلْبَغَوِيِّ
Tafsir al-Baghawi —
علامہ بغوی
قوله - عز وجل - : ( إن الذين أجرموا ) أشركوا ، يعني كفار قريش : أبا جهل ، والوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، وأصحابهم من مترفي مكة ( كانوا من الذين آمنوا ) عمار ، وخباب ، وصهيب ، وبلال ، وأصحابهم من فقراء المؤمنين . ( يضحكون ) وبهم يستهزءون .