تَفْسِيرُ ٱلْمُيَسَّر
Tafsir Al-Muyassar —
کنگ فہد قرآن کمپلیکس
فلما جاء أمرنا بنزول العذاب بهم جعلنا عالي قريتهم التي كانوا يعيشون فيها سافلها فقلبناها، وأمطرنا عليهم حجارة من طين متصلِّب متين، قد صُفَّ بعضها إلى بعض متتابعة، معلَّمة عند الله بعلامة معروفة لا تشاكِل حجارة الأرض، وما هذه الحجارة التي أمطرها الله على قوم لوط من كفار قريش ببعيد أن يُمْطَروا بمثلها. وفي هذا تهديد لكل عاص متمرِّد على الله.
تَفْسِيرُ ٱلْجَلَالَيْنِ
Tafsir al-Jalalayn —
جلال الدین محلی اور جلال الدین سیوطی
«فلما جاء أمرنا» بإهلاكهم «جعلنا عاليها» أي قراهم «سافلها» أي بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض «وأمطرنا عليها حجارة من سجيل» طين طبخ بالنار «منضود» متتابع.
تَفْسِيرُ ٱلْقُرْطُبِيِّ
Tafsir al-Qurtubi —
علامہ قرطبی
قوله تعالى : فلما جاء أمرنا أي عذابنا ." جعلنا عاليها سافلها " وذلك أن جبريل - عليه السلام - أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط ، وهي خمس : سدوم وهي القرية العظمى ، وعامورا ، ودادوما ، وضعوه ، وقتم ، فرفعها من تخوم الأرض حتى أدناها من السماء بما فيها ; حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم وصياح ديكتهم ، لم تنكفئ لهم جرة ، ولم ينكسر لهم إناء ، ثم نكسوا على رءوسهم ، وأتبعهم الله بالحجارة . مقاتل أهلكت أربعة ، ونجت ضعوه . وقيل : غير هذا ، والله أعلم .قوله تعالى : وأمطرنا عليها حجارة من سجيل دليل على أن من فعل فعلهم حكمه الرجم ، وقد تقدم في " الأعراف " . وفي التفسير : أمطرنا في العذاب ، ومطرنا في الرحمة . وأما كلام العرب فيقال : مطرت السماء وأمطرت حكاه الهروي . واختلف في " السجيل " فقال [ ص: 73 ] النحاس : السجيل الشديد الكثير ; وسجيل وسجين اللام والنون أختان . وقال أبو عبيدة : السجيل الشديد ; وأنشد :ضربا تواصى به الأبطال سجيناقال النحاس : ورد عليه هذا القول عبد الله بن مسلم وقال : هذا سجين وذلك سجيل فكيف يستشهد به ؟ ! قال النحاس : وهذا الرد لا يلزم ; لأن أبا عبيدة ذهب إلى أن اللام تبدل من النون لقرب إحداهما من الأخرى ; وقول أبي عبيدة يرد من جهة أخرى ; وهي أنه لو كان على قوله لكان حجارة سجيلا ; لأنه لا يقال : حجارة من شديد ; لأن شديدا نعت . وحكى أبو عبيدة عن الفراء أنه قد يقال لحجارة الأرحاء سجيل . وحكى عنه محمد بن الجهم أن سجيلا طين يطبخ حتى يصير بمنزلة الأرحاء . وقالت طائفة منهم ابن عباس وسعيد بن جبير وابن إسحاق : إن سجيلا لفظة غير عربية عربت ، أصلها سنج وجيل . ويقال : سنك وكيل ; بالكاف موضع الجيم ، وهما بالفارسية حجر وطين عربتهما العرب فجعلتهما اسما واحدا . وقيل : هو من لغة العرب . وقال قتادة وعكرمة : السجيل الطين بدليل قوله لنرسل عليهم حجارة من طين . وقال الحسن : كان أصل الحجارة طينا فشددت . والسجيل عند العرب كل شديد صلب . وقال الضحاك : يعني الآجر . وقال ابن زيد : طين طبخ حتى كان كالآجر ; وعنه أن سجيلا اسم السماء الدنيا ; ذكره المهدوي ; وحكاه الثعلبي عن أبي العالية ; وقال ابن عطية : وهذا ضعيف يرده وصفه ب " منضود " . وعن عكرمة : أنه بحر معلق في الهواء بين السماء والأرض منه نزلت الحجارة . وقيل : هي جبال في السماء ، وهي التي أشار الله تعالى إليها بقوله : وينزل من السماء من جبال فيها من برد . وقيل : هو مما سجل لهم أي كتب لهم أن يصيبهم ; فهو في معنى سجين ; قال الله تعالى : وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم قاله الزجاج واختاره . وقيل : هو فعيل من أسجلته أي أرسلته ; فكأنها مرسلة عليهم . وقيل : هو من أسجلته إذا أعطيته ; فكأنه عذاب أعطوه ; قال :من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكربوقال أهل المعاني : السجيل والسجين الشديد من الحجر والضرب ; قال ابن مقبل :ورجلة يضربون البيض ضاحية ضربا تواصى به الأبطال سجينا[ ص: 74 ] " منضود " قال ابن عباس : متتابع . وقال قتادة : نضد بعضها فوق بعض . وقال الربيع : نضد بعضه على بعض حتى صار جسدا واحدا . وقال عكرمة : مصفوف . وقال بعضهم مرصوص ; والمعنى متقارب . يقال : نضدت المتاع واللبن إذا جعلت بعضه على بعض ، فهو منضود ونضيد ونضد ; قال :ورفعته إلى السجفين فالنضدوقال أبو بكر الهذلي :معد ; أي هو مما أعده الله لأعدائه الظلمة .
تَنْوِيرُ ٱلْمِقْبَاسِ مِن تَفْسِيرِ ٱبْنِ عَبَّاس
Tafsir Tanwir al-Miqbas —
حضرت ابن عباسؓ
تقدّم الكلام على نظير { فلما جاء أمرنا }.وقوله : { جعَلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل } تعود الضّمائر الثلاثة المجرورة بالإضافة وبحرف ( على ) على القرية المفهومة من السياق .والمعنى أن القرية انقلبت عليهم انقلاب خسففٍ حتى صار عالي البيوت سافلاً ، أي وسافلها عالياً ، وذلك من انقلاب الأرض بهم .وإنما اقتصر على ذكر جعل العالي سافلاً لأنه أدخل في الإهانة .والسجّيل : فُسّر بواد نارٍ في جهنّم يقال : سجّيل باللاّم ، وسجّين بالنون . و { من } تبعيضية ، وهو تشبيه بليغ ، أي بحجارة كأنّها من سجيل جهنم ، كقول كعب بن زهير :وجلدها مِن أطوم البيتوقد جاء في التّوراة : أن الله أرسل عليهم كبريتاً وناراً من السماء . ولعلّ الخسف فجّر من الأرض براكين قذفت عليهم حجارة معادن محرقة كالكبريت ، أو لعلّ بركاناً كان قريباً من مدنهم انفجر باضطرابات أرضية ثم زال من ذلك المكان بحوادث تعاقبت في القرون ، أو طَمى عليه البحر وبقيَ أثر البحر عليها حتّى الآن ، وهو المسمّى بُحيرة لوط أو البحرَ الميت .وقيل : سجّيل معرب ( سنك جيل ) عن الفارسية أي حجر مخلوط بطين .والمنضود : الموضوع بعضه على بعض . والمعنى هنا أنها متتابعة متتالية في النزول ليس بينها فترة . والمراد وصف الحجارة بذلك إلا أن الحجارة لمّا جعلت من سجّيل ، أجري الوصف على سجّيل وهو يفضي إلى وصف الحجارة لأنّها منه .
ٱلتَّفْسِيرُ ٱلْوَسِيط
Tafsir Al-Waseet —
علمائے جامعہ ازہر
ثم حكى - سبحانه - فى نهاية القصة ما حل بهؤلاء المجريمن من عذاب فقال : ( فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ . مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ ) .أى : " فلما أمرنا " بإهلاك هؤلاء القوم المفسدين ( جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ) أى : جعلنا أعلى بيوتهم أسفلها ، بأن قلبناها عليهم ، وهى عقوبة مناسبة لجريمتهم حيث قلبوا فطرتهم ، فأتوا الذكران من العالمين؛ وتركوا ما خلق لهم ربهم من أزواجهم . . .وقوله : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ ) زيادة فى عقوبتهم ولعنهم .أى : جعلنا أعلى قراهم أسفلها ، وأمطرنا عليها حجارة ( مِّن سِجِّيلٍ ) أى : من حجر وطين مختلط ، قد تجحر وتصلب ( مَّنْضُودٍ ) أى : متتابع فى النزول بدون انقطاع موضوع بعد على بعض ، من النضد وهو وضع الأشياء بعضها إلى بعض .
تَفْسِيرُ ٱلْبَغَوِيِّ
Tafsir al-Baghawi —
علامہ بغوی
قوله : ( فلما جاء أمرنا ) عذابنا ، ( جعلنا عاليها سافلها ) وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط المؤتفكات وهي خمس مدائن ، وفيها أربعمائة ألف ، وقيل : أربعة آلاف ألف ، فرفع المدائن كلها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ، ونباح الكلاب ، فلم يكفأ لهم إناء ولم ينتبه نائم ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها . ( وأمطرنا عليها ) أي على شذاذها ومسافريها . وقيل : بعدما قلبها أمطر عليها ، ( حجارة من سجيل ) قال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير : ( سنك وكل ) فارسي معرب .وقال قتادة وعكرمة : السجيل الطين ، دليله قوله عز وجل : ( لنرسل عليهم حجارة من طين ) ( الذاريات - 33 ) .قال مجاهد : أولها حجر وآخرها طين .وقال الحسن : كان أصل الحجارة طينا فشددت .وقال الضحاك : يعني الآجر .وقيل : السجيل اسم السماء الدنيا .وقيل : هو جبال في السماء ، قال الله تعالى ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) ( النور - 43 ) .قوله تعالى : ( منضود ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : متتابع ، يتبع بعضها بعضا ، مفعول من النضد ، وهو وضع الشيء بعضه فوق بعض .